صرخة عربية
عـربيـة في القـدس كـلم كـفهـا
رمي الحجارة في وجوه الظلم
صرخت ودمع العين يغسل خدها
مـن لـطمـة الجــلاد دون تـلعـثـم
يا أيهــا الـلـيـل الـذي قـد لـفـنـي
بظــلامه أبشــر فلـسـت بـدائــم
مـا أنت إلا مـن جـهــام عارض
غــطـى جبين الشمس عني أسحم
سـيـزيـلـك الإعصار عـند هـبوبه
مـن بـين نيـلي والفـرات الأعـظـم
ومـن المـحيط إلى الخليج لـنـجدتي
ســــيـهـب أبـنـاء الأبي الـضـيـغـم
أبـنــــاء حمزة والزبير وخالد
من فـاق مجـدهـم بعيد الأنجـم
دانت لهم أرض تكاد شموسـهـا
يطوي الأصابع عدها لم يخـتــم
نـوم الـذئاب ينـام مـن عاداهــم
فـز السلـيـم أتـاه طـيـف الأرقـم
لن يرتضي شبل ليعرب أن يرى
أخـتـــا جريحا نزفهـا لـم يـكـتــم
قـد ألـهـب الجـــــلاد كل أديمهــا
بالسـوط لم يرفـق بهــا أو يشـهـــم
كـلا وكيف يرى السكوت عزيمة
وقـمـيصهــا قان تكــلـل بالــدم !!؟
تـشـــرين يـشـــهد يا لـئـيـم بـأنـــه
نـجـل لأســـد في الوغى لـم يذمـم
أدمى جراحك فاستـكـنـت مرغمــا
ومضـى إلى العــلـياء غير مرغــم
هــذي أنـا أخــت لـه لـم يـثـنـنـــي
عــن غايتي هول العـذاب فأحـجــم
وأخـي وأخـتي وابـنـتـي وشـقيـقهـا
كــل أتاهــــا في مضــاء اللـهـــذم
أحجـارنا فضـحــت حقيقة ضعفكم
إذ مزقـت قـطـع السـتــار المظـلــم
فـبـــدا لعين النـاظـرين شمـوخـنــا
وبــدت أصــالة من إليهــم نـنـتـمـي
والبـاطـل المـأفون يزحف زاهـقـــا
عن صـدرنا من بعـد طـول تخـيــم
والخـوف ترسـمـه علـى قسماتـكـم
أحـجــار طـفـل جــده لـم يـهـــرم
آلـى يـمـيـنـا أن يكـون مـهـاده
كـفـنـا لـه إن لـم تـمـت أو تهزم
هـذا هو الموت الرهيب لقد أتى
بـأكــف أطـفـال فــؤادهـم ظـمـي
قصدوا المياه ليشربـوا من عذبهـا
شرب ارتواء إن لم أردت وإن لـم
ياليـل هـم فجـر يجـر وراءه . . . .
شمســا تشـوق أن يراهــا مـبـسمـي
هـي بـسمـتـي يا بـؤس مـذ فارقـتهـا
ومــرارة مـابـيـن حـلـقــي والـفــــم
تـشتـاق عـيـنـي أن تـراك مرفـرفــا
بـسمــائنــا ،عـلـم العـروبـة ، فاسـلـم
و(( اللـه أكـبـر )) كـم يشـوق سماعهــا
أذنــي مـن الأقــصــى نـــــــداء تــرنــم
سـأرى وأسمـع كـل ذلك إنــــه
وعـد لسيــف صـارم لــم يلـثــم
للحـق صيغ ولم يصغ غمـد لـه
فـمـكـانــه أبـدا أكـف الـنـقــــــم
صافحت مقـبضــه ليـلـثــم حــده
مابين جيدك – ظالمي – واللهزم
فبـــريقــه يخـبـو إذا لـم نسـقـــه
مـمـا تـدفـق فـي وتـيـنـك من دم
آن الأوان لـكـي أراك مـكـبـــــلا
تصلـيـك ثورتنــا لهـيـب جـهـنــم
كـم مـر مـن لـيـل عـلـي فـأمـــــه
فجري فـغـاب كـأنــه لـم يـجـثــــم
شعر الأستاذ مصطفى الزايد
تشرين الأول / 1989
موضوع: صرخة عربية 
الثلاثاء يناير 06, 2009 11:36 am
