بسم الله الرحمن الرحيم
منذ سنين والعلماء المسلمون يمثلون في فتاواهم السلطات التي يتبعونها، فما تكاد تظفر بفتوى يراد بها وجه الله.
بل إن كثيرا من السلطات طوت تحت جناحيها علماء يستخلصون لهم الفتاوى لتبرير مواقف الانهزام والخذلان.
أما اليوم فقد برز دور العلماء مشرقا كالشمس في كبد السماء ؛ فلم تتوقف طلباتهم عند طلب الدعاء وجمع التبرعات لتفريغ شحنة الهياج عند الشعوب مما تخلفه مواقف ساسة الأمة تجاه قضاياها المصيرية ، بل إن خطورة الموقف في غزة جعلتهم يتخلون عن ضبط النفس ويطلقون تصريحات جريئة تدعو الحكومات إلى اتخاذ حلول عسكرية في مساندة إخواننا المجاهدين في غزة. فهي دعوة صريحة للجهذا،
ها هم علماء المسلمين يزيحون عن عاتقهم مسؤولية خذلان غزة ويبرؤون إلى الله من الخاذلين.
فهذا الإمام الشيخ عبد المجيد الزنداني (رئيس جامعة الإيمان) يظهر على شاشات التلفاز ويدعو الحكومات العربية لفتح معسكرات لتدريب المتطوعين من شعوبها للقتال مع الشعب الفلسطيني في غزة ضد اليهود، والسماح من بعد لهؤلاء المتطوعين بالدخول إلى الأراضي الفلسطينية وخاصة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، مشيرا إلى أن دعواته تلك هي بديلا عن العجز الذي تبديه الأنظمة والحكومات العربية عن نصرة إخوانهم في غزة بجيوشها ومعداتها العسكرية. وقال إنه لو فتحت معسكرات التدريب للمتطوعين لغيرت أمريكا من سياستها اتجاه القضية الفلسطينية ومايحدث في غزة ولأصدرت أوامرها لإسرائيل بأن تتراجع.
وها هم العلماء د/ سليمان بن وائل التويجري عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقا
د/ محمد بن صامل السلمي عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقا
د/ أحمد بن عبدالله الزهراني عميد كلية القران الكريم بالجامعة الاسلامية سابقا
د/ عبدالله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة واصول الدين بجامعة ام القرى سابقا
د/ محمد بن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى سابقا
أ.د/ أحمد بن سعد حمدان الغامدي أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى
د/ خالد بن عبدالله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
أ.د/ علي بن محمد عوده الغامدي أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى
د/ ستر بن ثواب الجعيد رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى
الشيخ / بدر بن إبراهيم الراجحي القاضي بالمحكمة العامة
الشيخ/ إبراهيم بن فراج الفراج القاضي بالمحكمة العامة
د/ احمد بن سعد غرم الغامدي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الباحة سابقا
د/ عبدالله بن عبدالكريم الحنايا عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى
الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان مدير المعهد العلمي بمكة المكرمة سابقا
د/ عبدالرحمن بن جميل قصاص أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى
د/ إبراهيم بن علي الحذيفي عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى
د/ يوسف بن عبدالله الباحوث عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى
الشيخ / خالد بن محمد الشهراني المحاضر بجامعة ام القرى
الشيخ / احمد بن حمد ال عبدالقادر عضو الدعوة والارشاد بمكة المكرمة
د/ عبدالله بن علي المـزم أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى
الشيخ / ابراهيم بن خضران الزهراني كاتب عدل الأولى بمكة المكرمة
الشيخ / عبدالله بن عيد المالكي باحث في علوم العقيدة والفكر
الشيخ / خالد بن موسى الزهراني باحث في علوم القران
الشيخ / عادل بن عبدالله الحمدان مشرف قسم اللجان بالمسجد الحرام
الشيخ / تركي بن سعيد الزهراني عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يصدرون بيان مكة المكرمة بشأن أحداث غزة بتاريخ /1/3/1430هـ/ ومما جاء فيه:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الجريمة البشعة التي يقترفها الكيان الصهيوني الغاشم بحق إخواننا الفلسطينيين في غزة ، والتي تأتي ضمن مسلسل الإجرام المتواصل الذي يمارسه يهود منذ احتلال أرض فلسطين المسلمة، وما سبق ذلك ورافقه من حصار آثم ظالم أوشك على بلوغ العامين، مُنع فيه الفلسطينيون من الغذاء والدواء والكهرباء وسائر الاحتياجات الإنسانية، مما ترتب عليه إزهاق الكثير من الأنفس البريئة المعصومة، ليكشف لنا طبيعة هذه العصابات اليهودية الحاقدة المجرمة، والتي يصدق عليها قول الله عز وجل: {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاًّ ولا ذمة} [التوبة: 8].
ونظرًا لفداحة الخطب، واستشعارًا من العلماء والدعاة ببلد الله الحرام.. "مكة المكرمة"، لواجبهم الشرعي تجاه إخوانهم في غزة الصامدة؛ وما أوجب الله على أهل العلم من بيانه وعدم كتمانه؛ كان من اللازم توضيح الحقائق الآتية:-
أولاً: أن ما تقوم به المقاومة الإسلامية الباسلة ممثلة في الحكومة الفلسطينية المنتخبة، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسائر حركات المقاومة الإسلامية في أرض فلسطين المحتلة؛ هو جهذاٌ شرعيٌّ لا مرية فيه ولا شك، ونصرة هؤلاء المجاهدين واجبة بالمال والسلاح واللسان والدعاء، كلٌّ على حسب قدرته وإمكانه، ويقع الكفل الأكبر من هذا الواجب على عاتق حكومات الدول الإسلامية، وخذلان هؤلاء المجاهدين لمن قدر على نصرتهم، فضلاً عن التآمر عليهم، أو إلحاق الأذى بهم هو من الخسران المبين.
ثانيًا: يجب على كل الحكومات العربية والإسلامية المسارعة إلى دعم الحكومة الفلسطينية الشرعية المنتخبة في غزة وسائر حركات المقاومة الإسلامية على الساحة الفلسطينية بكافة أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، وبذل كل الجهود الكفيلة برفع الظلم والعدوان عنهم، كما يجب على الحكومة المصرية على وجه الخصوص أن تستشعر مسؤوليتها تجاه إخواننا في غزة، وأن تبادر إلى فتح معبر رفح أمام كافة الاحتياجات وبشكل دائم.
ثالثاً: على الحكومات العربية والإسلامية الإعلان وبشكل صريح وعاجل عن سحب جميع مبادرات السلام المطروحة والمقترحة، والانسحاب من أي اتفاقية سلامٍ مبرمة مع الكيان الصهيوني، إذ إن هذه الاتفاقيات لم يعد لها أي اعتبار خاصة بعد هذا العدوان السافر والوحشي على إخواننا في غزة.
كما يجب على حكومات الدول العربية والإسلامية أن تعلم علم اليقين، أن ما يسمى بمشروع السلام في المنطقة هو سرابٌ ووهم، وأنه لا سبيل إلى تحرير الأرض والمقدسات إلا بالجهذا في سبيل الله عن طريق دعم حركات المقاومة الجهذاية في أرض فلسطين المحتلة، ويأتي في مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).