تــتـــمـة
دعـوة لـكـل الأمــة
مع كل ما استعرضناه من ثغرات ونقاط تقصير تبقى حكمة أبي تمام هي الحل الأمثل والمناسب والمجدي للمشكلة وهي التي بدأ بها بائيته المشهورة :
السـيـفُ أصـدقُ أنـبـاءً مـنَ الـكـتـبِ فـي حَـدِّهِ الـحَـدُّ بـَيـْنَ الـجِـدِّ وَاللـَّـعـِـبِ
وطبعا أنا لا أعني أن تشن حكوماتنا أو إحداها حربا على الدنمارك ، معاذ الله فنحن العرب والمسلمين أقل وأهون وأذل وأنذل وأخسأ من ذلك ، نحن لا طاقة لنا إلا في تقديم الاعتذارات والاعتراض الصامت كمن تغتصب ابنته أمامه وليس فيه ذرة غيرة . ولكن أما من دولة غيورة توصل فدائيين متطوعين إلى الدنمارك ليضعوا حدا لهذه المهازل ويتصرفوا كما تتصرف الناس؟ هذا عرض أقدمه للأمة التي لا تعرف بأي وجه ستلقى نبيها وتستسقيه يوم القيامة و تـستـشفـعـه. ولا تعرف بماذا تجيبه إن سألها ماذا فعلتم مع من سبني و رسم صوري في أشنع مظهر ومثل فيلما سينمائيا فاسقا ماجنا وقال هذا محمد رسول الله ؟
نريد دولة نعطيها فدائيين ليسوا من عناصر مخابراتها فلا تدربهم ولا تتعب وإنما تتكفل بإيصالهم أو إعانتهم على الوصول وترشدهم إلى الرسامين و مدير الصحيفة ورئيس التحرير وصاحب فكرة المسابقة ، وهم يتكفلون بالباقي فإن قـُتلوا لم يكن على أحد تبعتهم لأنهم ليسوا موظفين لدى أحد ولا منتظمين في سلك دولة. وإن أُسِروا يقولون نحن من القاعدة أو من حزب الله أو من جماعة أبي سياف أو أي جماعة تنسبها أمريكا النزيهة المنصفة إلى الإرهاب. فيلصقون أنفسهم بها ليجنبوا الحكومات أية تبعات جراء عملهم. وهكذا نكون أدينا واجبنا وبرأنا أنفسنا و أوقفنا إنتاج الفلم القادم أو منعنا عرضه كما منع عرض فيلم الطريق إلى كابل و الفيلم الذي يحكي قصة الصهيونية ، وكذلك نكون قد منعنا كل من تسول له نفسه بمثل هذه الإساءات لأن من يفعل شيئا من ذلك يعرف أنه أثكل أمه ورمل زوجته و أيتم ولده. ويصبح ديننا مرهوب الجانب على الأقل من الأفراد لا الحكومات.
فإن عجزت الحكومات عن تطبيق مثل هذا العرض فهل تعجز الشعوب وفيها من يكسب المليارات و ينفق الملايين على تفاهات وترهات وقصور لايسكنها ويخوت لايركبها إذا لم تكن على موائد ليس فيها إلا المظاهر الكاذبة أو تبرعات لنصرة الحيوان والحفاظ على حقوقه ، أليست نصرة دينهم أولى وصيانة حق نبيهم أجدر بأن يسعوا لها ؟
ألم يأن للمال العربي و الإسلامي أن ينصر قضية من قضايا المسلمين و العرب ؟ بل أهم قضاياهم؟ أرجوكم يا أمة محمد أرجوكم لا تتوانوا وأنا على استعداد لأن أكون أول الفدائيين وأذهب وأقتل منهم من أستطيع من أجل حبيبي و سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ليقتلوني وأولادي بعدها ، أنا مستعد لذلك كله ، وأمثالي كثيرون فهل من معين؟
ومن جهة أخرى لماذا لا تقيم مجلاتنا وصحفنا و محطاتنا التلفزيونية مسابقات مماثلة منظمة ومدعومة بجوائز تشهّر بحكومة الدنمارك و مسؤوليها وترسمهم بأبشع صورة وأقبح منظر من وجهة نظرهم لامن وجهة نظرنا ، وترد على إساءتهم بمثلها لقوله تعالى : {وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا} (يونس27) وقوله : { وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (البقرة194).
المــطــــالــــــب
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذا أوان نصرة نبيكم فلا تهملوا الأمر ولا يعجزنكم الرد. و المطلوب منا الآن هو ما يلي :
1- مطالبة العلماء ومجالس الأمة وأعضاء الشورى بتذكير حكوماتهم بواجبهم في نصرة نبيهم وذلك بمنع دخول بضائعهم إلى حدود بلادنا ومنع التجار من استيرادها. وطرد سفرائهم وسحب سفاراتنا من بلادهم ومطالبة حكومتهم بوضع حد للمهزلة ومعاقبة المجرمين السفلة على فعلهم الشنيع. فإن لم تفعل حكوماتهم تصرفت حكوماتنا وكأن الرسوم كانت للزعماء أنفسهم فيسعون لوضع حد لها بطرقهم الخاصة كما يفعلون مع معارضيهم خارج البلاد ، ومما يسهل عليهم ذلك وجود متطوعين مستعدين للموت في سبيل ذلك.
2- إذا لم تستجب الحكومات فما على الشعوب المقهورة إلا أن تسلم أمرها لله وتكتفي بمقاطعة بضائعهم و مقاطعة الأسواق التي لا تقاطعهم وفضحها والقيام بالدعاية ضدها ليهجرها الناس ، والتنويه بالأسواق التي تقاطعهم والقيام بالدعاية لها كي يعاملها الناس.
3- على العلماء و مراكز الإعلام أن تنشر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتركز على الجانب الأخلاقي و الجهادي وما قدمه للإنسانية لينشأ أطفالنا على حبه حبا حقيقيا وليس مظهريا مثل الشعارات الجوفاء. فيحبونه كما أحبه الصحابة و يفتدونه بأرواحهم عن حق و يغارون له كما ينبغي.
4- التذكير بفضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومواطن وجوبها وفوائدها ومراتب أصحابها وحث الناس على الإكثار منها واتخاذ ورد يومي يتضمن عددا من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لا يقل عن عشر مرات صباحا وعشر مرات مساء.
5- التوجيه لإحياء سنته صلى الله عليه وسلم ونشر الفوائد الصحية الجسمية و النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي اكتشفها العلم في تطبيق سنته صلى الله عليه وسلم من مثل السواك و الوضوء والسجود إفشاء السلام والصيام وقيام الليل وكثرة الذكر وطريقة الأكل و الشرب والنوم وكل ما وصل العلم إليه أخيرا من اكتشافات لفوائد سنته صلى الله عليه وسلم بأسلوب يزرع اليقين في النفوس ويقويه ويضاعف محبته صلى الله عليه وسلم في القلوب.
6- التوجيه لإجلال واحترام آل بيته صلى الله عليه وسلم مهما كان عمل امرئ منهم وتقصيره وما ذلك إلا لقرابتهم منه صلى الله عليه وسلم ، ولعل ذلك يجعل العاصي والمقصر منهم يستحيي لما يرى من معاملة الناس له لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم فيقلع ويتوب.
7- إقامة جمعية إسلامية اسمها جمعية نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ويكون لها مورد مالي فتقوم بالرد و إرسال البعثات ومقاومة أي اعتداء على سمعة أو سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بالطريقة المناسبة.
8- العمل على إعداد فدائيين وتمويلهم وإيصالهم إلى المعتدين ومعاونتهم على إقامة الحد عليهم بقطع رقابهم أو قتلهم بطريقة أخرى دون قطع رقابهم.
9- نشر هذا المقال على كل مواقع الإنترنت الممكنة مساهمة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتقديم هذه المطالب وإعطاؤها الأولويات في الجمعيات والمنظمات الإسلامية ، وأهمها المطلب السابق رقم (
.
وأسأل الله أن يكون قد ألهمني السداد فيما كتبت وأن يوفقنا لتحقيق المطالب الأولى و المطالب الأخيرة وإعزاز دينه ونصرة نبيه صلى الله عليه وسلم بالفعل لا بمجرد القول ، فما أكثر من قالوا وما أقل من فعـلـوا ! وأظـن أنـنـي أســمـعـت إن كــان مــن نـاديــت حــيــّـًا !!!!!!!!