بسـم الله الـرحـمـن الـرحــيـم
كثير من الناس لا يؤمن بحقيقة السحر والعين وتأثير ذلك كله على الناس وأحوالهم ، وخاصة بعد الثورة العلمية التي جعلت الناس يتطرفون جدا في الاعتقاد العلمي ، ويضحكون بسخرية إذا ذكر أمامهم شيء من ذلك ، ويعتبرون الاعتقاد بذلك من سمات الشعوب المتخلفة. وما ذلك إلا لاندفاعهم وتطرفهم ، وانحصار يقينهم بما عرفوا وآمنوا به. فعلى سبيل المثال لو صادفت مريضا منهم في طريقه إلى المستشفى وقلت له: توجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ليشفيك. نظر إليك باستهجان واستغباء ، ليقينه على الأدوية أكثر من يقينه على الله، وينسى أن الله هو خالق الداء والدواء ، وليس كل من أخذ الدواء شفي.
وتحضرني في هذه المناسبة قصة نبي الله موسى عليه وعلى محمد أفضل الصلاة والسلام حين آلمه ضرسه لدرجة شغلته عن العبادة والدعوة ، فشكا إلى لله ، فأرشده الله سبحانه وتعالى إلى عشبة معينة ، فلما وضعها على ضرسه سكن الألم. وبعد شهر عاد إليه الألم فتناول العشبة ووضعها على ضرسه فلم يسكن الوجع ، فاندهش وتوجه إلى الله سبحانه يشكو إليه عدم تسكين العشبة لألمه ، فقال له الله : يا موسى في المرة الأولى قصدتني وشكوت إلي ألمك فأرشدتك للعشبة ، أما اليوم فقد توجهت إلى العشبة تظن أن الشفاء فيها. ألم تعلم أنني أنا المشافي ؟ فالخواص ليست في الأدوية وإنما الله يجعل ما شاء من الشفاء فيما شاء منها.
وهؤلاء الذين لا يؤمنون بتأثير كل ذلك يؤمنون بكائنات غير مرئية (الجراثيم والفيروسات) تسبب أمراضا قد تقتل الإنسان ، بل وقد تؤدي إلى إبادة جماعية تكتسح مدنا كبيرة. هؤلاء أنصاف مثقفين نظرتهم أحادية ، لا يتبعون العلم ولا يسلمون بالحقائق إلا إذا جاءتهم من الغربيين ، فإذا سمعوا أو قرؤوا عن علم الباراسكيولوجيا (علم ما وراء الطبيعة) أو (الغيبيات) أو (تأثير القوى الغيبية) أو (تأثير القوة الخفية) وغيرها من الترجمات لهذا المصطلح عندها يتزعزع إيمانه المادي ويصبح لديه توجه لما جاء به الغربيون فقط دون زيادة . فلا يؤمن بأثر الدعاء ولا تأثير الرقية. وإنما ينحصر إيمانه باتأثير النفسي والإيحائي . إنها عقدة الشعور بالنقص والضعف أمام الغرب المتحضر المتعلم المتمدن المكتشف المخترع. نظرة القزم إلى العملاق.
فالعلم الغربي أصبح اليوم يؤمن بالتأثير السلبي للنفس الإنسانية مما يجعلها تـُمْرض وتـُضْعِـف وتـَهْـزم وقد تقتل . وهذا ما نعرفه باسم الحسد أو العين. بل ويؤمنون أنها قد تدفع وترفع وتعين ، وتلقي المحبة أو الكره بين الأشخاص. وهذا ما نعرفه باسم السحر. إذا ً الاختلاف بيننا وبينهم في التسميات فقط. وأما العلاج فعندنا بالرقية الشرعية التي تكون بقراءة آيات من القرآن بصوت قارئ مجيد يطبق أحكام التجويد فيحقق للمريض الهدوء والراحة النفسية ، ويشحذ قوته بمعاني الكلمات التي يتلوها عليه ويفسح له المجال من خلال استماع القرآن ليرتبط بالله سبحانه في حالة التركيز والتأمل هذه ، ويفيض هذا القارئ قوة وإيمانا بما يقرأ ، فيؤثر على نفسية المريض ويطرد عنه الوساوس ويوقد في نفسه جذوة قوة تجاهد قوة العائن وتغلبها فيشفى من العين. أو قوة تغلب قوة الجني المدفوع بالسحر فينخذل لسماع القرآن بينما يشتد عزم المسحور وتقوى روحه بما يسمع من آيات ، فيغلب الجني بما أودع الله في القرآن من خواص : (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) . أما الغربيون فيستخدمون في علاجه الموسيقا (مقابل القرآن المجود) لتحقيق الراحة النفسية ودفعه للتأمل ، و(مقابل القارئ الذي يفيض قوة وإيمانا بما يقرأ) طبيب نفساني يمتلك قدرات نفسية وكلامية تؤثر على المريض (المعيون أو المسحور) وترفع معنوياته ليقوى فيتغلب على الحالة أو الوهم (العين أو السحر). إذا ًالفرق بين علاجنا وعلاجهم هو اختلاف التسميات فقط أما الوسائل فهي متشابهة . يبقى فرق واحد بين علاجنا وعلاجهم هو أن الطبيب يربط الشفاء بقدرة المريض على المقاومة واستجابته لتأثير الطبيب عليه ، فقد تقوى نفسيته فيتقدم وقد يضعف فيتراجع وقد ينهار فينتكس ويزداد وضعه سوءا. أما نحن فنربط الشفاء بالله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء ، القوي الذي لا يضعف ولا ينهزم فلا تغلبه قوة عائن ولا سحر ساحر ، ولذلك فالشفاء آكد حتى لو ضعفت مقاومة المريض أو انهار.
وها أنا أقدم لكم أعزائي خمسة ملفات تتضمن كل ما يبحث عنه المريض والمعالج جمعتها من عدة مواقع ، جزى الله أصحابها وكاتبيها وناشريها عنا وعن المسلمين كل خير. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل فيها فائدة لعامة المسلمين ، ولأهلي في سورية ، وإخواني في الميادين. وأتمنى لو يحفظ الرقية بعض الصالحين و يعالجون بها المرضى والمصابين بالعين أو السحر ، فإنها رقية مجربة ونتيجة العلاج بها مضمونة مائة بالمائة بشرط واحد ؛ هو أن لا يكون المريض ظالمـًا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظــــالميـن إلا خســــــــــارا .
والملفات هي:
1- الســحـر : أنواعه ، أعراضه ، الرقية منه.
2- الــعـيـــن ، وعـــــــلاجها بالرقية الشرعية.
3- تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن: ويتضمن آيات ٍ لعلاج أغلب ما يعتري أحوال الإنسان من كسل ويأس وغضب وضعف وعجز وغير ذلك.
4- فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب الطب
الأبواب التالية: لا هَامَةَ - لا عَدْوَى - شُرْبِ السُّمِّ وَالدَّوَاءِ بِهِ وَبِمَا يُخَافُ مِنْهُ وَالْخَبِيثِ- أَلْبَانِ الاتُنِ - إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي الانَاءِ.
5- فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب الطب
الأبواب التالية: الْكِهَانَةِ - السِّحْرِ - الشِّرْكُ وَالسِّحْرُ مِنْ الْمُوبِقَاتِ – هَلْ يَسْتَخْرِجُ السِّحْرَ - السِّحْرِ - إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْراً - الدَّوَاءِ بِالْعَجْوَةِ لِلسِّحْرِ - الْكِهَانَةِ.
وسأبدأ بتحميلها واحدًا واحدًا ، أسأل الله التيسير والتمام.