كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يأمر بالإحسان إلى الخدم والعمال , فقد روي أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:(( أذا أتى أحدَكم خادمُه بطعامه فإن لم يجلس معه فليناوله لقمة أو لقمتين)).
وقال معاوية بن سويد : كنا بني مقرن على عهد رسول الله صلى عليه و سلم ليس لنا خادم إلا واحدة, فلطمها أحدنا , فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله وسلم فقال : (( أعتقوها , فقيل : ليس لهم خادم غيرها. قال: فلبستخدموها , فاذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها)) وعن أبي مسعود قال ضربت غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي فإذا برسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( اعلم يا أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام )) . وبلغ من رحمة الرسول صلى الله عليه و سلم أنه كان لا يطيق أحدا يقول : عبدي أو أمتي فأمر المسلمين أن يكفوا عن ذلك , وأن يقول : فتاي و فتاتي. وقد كان لهذه التربية أحسنُ الأثر في تحرير الأرقاء, ونشر المساواة, و تغليب روح الأخوة على ما كان من العصبية, والغرور, والتفاخر.
يقول المعرور بن سويد : رأيت أبا ذر و عليه حلة, وعلى غلامه مثلها, فسألته عن ذلك, فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:(( هم إخوانكم - جعلهم الله تعالى تحت أيديكم, فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل, وليلبسه مما يلبس, و لا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه)). وقال أنس: خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين, فما قال لي أف قط.
و كان صلى الله عليه و سلم يخالط المساكين و الخدم و العبيد يحادثهم و يجيب دعوتهم, و يعود مرضاهم, و يمشي في جنائزهم, و يصلي عليهم. وقد جعلت الشريعة الأسلامية نصيبا في بيت المال لتحرير الأرقاء, و كان يعطي العبد بعد تحريره مالان يعينه على الكسب.