الشاعر
عدد الرسائل : 144 العمر : 58 الرسالة :
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
| موضوع: الأميـرة الشرقية السبت نوفمبر 29, 2008 4:40 am | |
| الأمـيرة الشّرقيـّة شعر عبد الجليل عليان شـــرّقـتُ لمـّـا غــرّب الشـّـعـراءُ و الشّمس تشرقُ و الدّجى أشـلاءُ
ومعي ملوك الشّعر مـن أهلِ التـّقى و معـي البحـور و هــذه الأشـيــاءُ
و الكـلُّ شـرّق خيلنــا و نخيلنــا و فـراتـنـا الرّقـراقُ و الصّحــراءُ
و التّيـن و الزّيتـونُ و النّسرُ المُحلـ ــلقُ في العلا و جبالنـا الشّـمّــاءُ
هذي النّسـائم و السّحائب والذّرى هذي الجداولُ و الرّبـى الخضـراءُ
هـذي البهـائمُ و الجماداتُ الّتـي فـوق البسيطــة مــالهـا إحصـــاءُ
الأرض هذا دأبـها مُــذْ كُــوِّرتْ للـشـّـرقِ دورتـهـا و ذاكَ قـضـــاءُ
ذي سنّةٌ في الكـون ليست بـاطلاً و كــذاك تعشــقُ آدمــــاً حــــوّاءُ
* * * شــرّقـتُ لمّـــا غــرّب الشــّـعـراءُ و تركـتُـهــم مـــا غــرّنـي إغـــراءُ
لـم أرض يومــاً أن أُرى متـزلّفـاً فــي مشــهد بئستْ بـــه الشّــهـداءُ أو أرســلَ الأشــعــار في فــتّــانـــةٍ و القـدسُ تُحفـــر تحتــهـا الأقبـــاءُ
و كــأنـّني و أمير مـنبــج شــاعري أمـضــي بكــم و تلفّنـا الجـــوزاءُ
* * * مــازلتُ أذكرُ و الفــراتُ يردُّ لي رجـع الصّـدى و تَجَـاوَبُ الأصـــداءُ
فـــوق الفـــراتِ يتيـه طـــودٌ بـــاذخٌ تــاهـت عـليــه القلـعـةُ الــدّهمـــاءُ
من فوقها انقضَّ الجوادُ على الجوا دِ علـى الفــــرات كـأنــّه العنقــاءُ
ومضى على السّبــّاق يُلهِبُ دربَــه حـتـى ازدهــتْ بـرجــوعــه الشّـهبـاءُ
حـلــبٌ تَــزُفُّ أميـرهـــا في هــالـــةٍ و تكــحّـلــت للـقــائـه نـجـــلاءُ
و ذكــرت خـرشنـةً و يــومَ لقائهـا يـــومَ الصّـهيـلُ تقــدُّمٌ و لـقـــاءُ
قيــلَ الفرارُ أو الــرّدى . قلنــا لـهــم ليــس الــرّدى أن يُبْسَــلَ الشّــهـداءُ
أمـران : هــرولةُ الصّحابِ و صدّنـا مُـــرّانِ ، لكنــــّـا لنـــا العـــليــــاءُ
يا حار قـلت و قلت لست بشاعرٍ لســــت الــدّعـــيّ و غيــرك الحنّـاءُ
ياحار قد طاب الوقوف لذكركم مـا رنــّمـــت أو نــاحــت الــورقــــاءُ
يا حار مـا نـاح الحمـام بقـربنـا إلاّ ذكـــرتُك و الدّمـــوعُ همــــاءُ
سيلاً على ذكراك يجـري غـامراً طـــاب البكــاءُ و ضجّت الأحنـاءُ
أبكي على ( زين الشّباب أبي فـرا سٍ لــم يُمـتَّــعْ بـالشّبــابِ) هـهــــآءُ
أبكي على زين الشّباب و فقدهـم مـــن للـوغـى إن جُنـَّــتِ الهيـجـــــاءُ
أنـا منهمُ من كـان مثلي فليقـلْ بئـس الحيـــاةُ تشـــوبُهــــا الأدواءُ
بـالنور نحيـا في مواكب عرسـه و علــى الحـــريــم الظّـلّ و الأفيـاءُ
السادةُ الأحرارُ لا ترضـى السلا مَ ســلامـةً ينتــــــابـهــا الإخــصـــاءُ
* * * يمَّـمـتُ شــرقـاً و المـنــى شـــرقيـّـةٌ و على شفــاهــي دعـــوةٌ و دعــــاءُ
والبحر سـار وسارت الأشجارُ و الـ أنــهــار و الأرجـــاءُ و الأجــــواءُ
شـــرّقْ إذا شـــئـتَ الـــرُّبـى خضـراً وشئت السَّهلَ سهلاً و الفهيم يشاءُ
إن شئت هذا الّليل ليـلاً مقمـراً إن شـئت تسـطع في النّهـــار ذكــاءُ
إن شئت هذي الأرض أرضاً والسّما ءَ كـمـا تــرى و أقـــامـهــا البـنّــــاءُ
شئتَ الجمائلَ و الجمالَ و عِرْسَـهُ عِـــرْسُ الـجـمــالِ الآيـــةُ الشّـــقــراءُ
في الشّرق إن شئت الجمال و أهله فـالخـــير فيــــه و أهلُـــه الفـضـــلاءُ
في الشّرق إن شئت الحقيقة والهدى فـالحــقُّ فيــه و أهلــه الـحكمـــاءُ
الشّرق مهدُ النّــور مـهدُ رسـائل الـ ـمـولى الّتي عــزّتْ بــهـا الأرجــــاءُ
و الشّمس رمــز الحــقّ أختُ عدالـةٍ أرأيـــت ظلــمـــاً وجهُـــهُ وضّــــاءُ
الشّمس نــورُ الـحقّ مهـما حبّكـوا غربـالهـــم لــــن تُحجــبَ الأضــــواءُ
مهما طغتْ و تجبّرت أحلاف ? بِلْ ? فــالشّمـس تعــلو و السّـمـا زرقـــاءُ
آمنت بالشــّرق الجميــل إذا صحـا فيـــه الــهــداةُ و أهــلــه الشّـــرفـــاءُ
وكفرت بالعلم الحديث حضـارةً غــربيّـــةً مـقيـــاســهـــا الإفنــــــاءُ
لكنـني أنكرتُ في الشـرق الجميـ ـل شــراذمــاً ألقـى بهـــا الحلفــاءُ
دأبتْ عـلى قلب الحقائـق و الـرّؤى و إمـــامــهـــا في ذلـك اســتعــلاءُ
ومن العجيب حجــارةُ الأطـفــال قد فتـكــت بــهــا ! لكـنّـنـا بُـلَهـــاءُ
خُشُبٌ مسنّدةٌ على خشب الكرا ســي لـــم تـهـــزَّ قـلـوبنـــا الأنـبـــاءُ
يبكي الخليلُ ونحن نطلبُ فرصـةً ســـلـميـّــةً رايـــاتـنـــا بـيـضــــاء ُ !
أغراب ذاك الغرب جــنّ جنــونهـم و تصهينـوا و تـعـاظـمـت غــلــواءُ
في القدس في الشّيشان في أفريقيـا إســـأل عــن الجـولان يبـك لــــــواءُ
إسـألْ عـن الطّـوفــان في الأفغــان في البلقــان في قـانـــا تجبـْكَ دمــــاءُ
في كـلّ قطـر من مشـارق أرضنـا يمشــي البــلاءُ و تنفـث الـرقـطـــاءُ
أدعـو لعـزّ الشّــرق شـرقــاً مسـلمــاً يــدعُ الخصـومــة أهلـــه الفـضـــلاءُ
بالحبّ بالعرفِ الذّكيّ و بالشّذى بـالـحـقّ بـالنّـــور المبـــين يـُضــــاءُ
هــو وحـدهُ الإســلام عـــزّ عــروبتي و لـعـزّهـــا تتـطـلّــع الأرجـــــاءُ
عفواً عروس الشّـرق يا شــام العـلا مـن ذي ســواك الغـــادة الشّيمـــاءُ
الشــّـام مقبـرة الغـــزاة و إنّـهـــا للـغــــادريــــن الآلـــــــــة الحــدبـــــاءُ * * * يمَّمـتُ شــرقــاً لا أ ميـلُ مــع الصَّبـــا و لكـم أطـــاحـتْ بـالرِّجـال صَبـاءُ
الهـائميــن بكـــلِّ وادٍ للـهـــوى الخــابـطـيــن و كــفّــهــم شـــــلاّءُ
المـــادحـيـن و مـــا درى مـمدوحهـــم و منــافقـين ومــا درى الحكـمــاءُ
أهـلَ الـدّعاوى إن دعــا أسيادهــم الخــانســين إذا دعـــت هيجـــاءُ النـّاسـخـين قـديمهــم ، بجـديـدهـــم بئــس الجـديــد و أسُّـــه الغــربــــاءُ الفــاعلــين التـــّاركــين لـــو انـــّهــم قـد جــوّدوا مـــا أعــرض القـــــرّاءُ
المــوغــلـين بكـــلّ لــيــلٍ مــظلـــمٍ و يُقالُ عنهـم ? هـاهـهـــا ? شـعراء!
سـيّـــانِ منهـم ضـــائـعٌ و مضيّـــعٌ فهــم علـى طـرق الضّيـــاع ســــواءُ
إنـّـي أرى الدّنيـــا تلــوّن وجــهـهــــا و بــلــونـهــــا يتــلــــوّن الأجـَـــــراءُ
و لدى المحـاكمة القضايـا كلّهـا محســومـــةٌ ســـــوداءُ أو بيضــــاءُ
شـــتّــان بيـــن مشـــرّقٍ و مغـــرّبٍ أم يستـوي العلمــاءُ و الجــهـلاءُ ؟
إنــّي أقـولُ و لســتُ فيكـم جــاهلاً تــاه الدّليــلُ و عجّــتِ الصّـــحــراءُ
هــذي الحقيقــة و المـلامــح بَيـْـنـَـةٌ و علـى العيـــون عصــــابةٌ ســـــوداءُ
الجـاهلون تحكّمـوا برقـابنـا و الحـرُّ يرصُـدُ عينـَه الرّقبـاءُ
و الإمعيّون الأُلى كَـمْ كُـرِّسوا ؟ و هُـمُ على وجـه الحياة غثـاءُ
القائلـين إذا النّسـاءُ تحشّـمت تقضي الحضارة أن تُرى الأعضـاءُ
و الصـّابرون على المرارة و الأسى سـكروا ومـا عرفتهم الصّهبـاءُ
أأبـا فراسٍ لم أقُـلْ كـلَّ الّـذي فـي خـاطري لكنّـه الإيمــاءُ
يكفي من الخيلِ العـرابِ مسـوّمٌ و مـن النّسـاءِ حليلـةٌ عربـاءُ
حسبي و حسبك أن نسبّح واحداً وسـع الوجود و مالـه شركـاءُ
و قصيدتـي هلّتْ على ذكراكـم تمشي على مهـلٍ بهــا استـحيـــاءُ
مـا شانـها الإقبالُ في رأْد الضّحى بـــل زانــهــا بــوضـوحــه السـِّـيــَراءُ
فـأميــرة الشّــرق انثنت لأمـيـرهـا و عـلـى مبـــاســم ثغــرهـــا الإهـــداءُ
لفتى على الصّهواتِ في"صددٍ" قضى وكذاك يقضي السّـادة الكرمـاءُ
فكأنمـا العاصي دموعُ " سُخَيْـنَةٍ " و كــأنّ عين ميــاهـه ? نجـلاءُ ?
ربي لعــزّ الشّــرق خيـــرٌ حـافظـاً جــفّ المـــدادُ و بصـمتـي الإمضـاءُ | |
|
الشاعر
عدد الرسائل : 144 العمر : 58 الرسالة :
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
| موضوع: تعليق السبت نوفمبر 29, 2008 4:56 am | |
| أشكر الشاعر عبد الجليل عليان على هذه القصيدة الرائعة التي تشرف بها موقعي. وقد نشرها على موقع (الساخر) وكان لي تعليق عليها أفردته في باب (مقالاتي) في منتدى النقد الأدبي على هذا الموقع - الرابط التالي:https://alzayd.yoo7.com/montada-f8/topic-t15.htm | |
|
نمارق
عدد الرسائل : 7 العمر : 34 الرسالة :
تاريخ التسجيل : 30/11/2008
| موضوع: الأميـرة الشرقية الأحد نوفمبر 30, 2008 9:20 pm | |
| القصيدة بالفعل رائعة كل الشكر للشاعر عبد الجليل عليان على هذا الإبداع ونتمنى أن نقرأ له المزيد | |
|