الشاعر
عدد الرسائل : 144 العمر : 58 الرسالة :
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
| موضوع: حقائق عن التصوف- الشيخ عبد القادر عيسى الجمعة ديسمبر 12, 2008 9:34 am | |
| الشيخ عبد القادر عيسى هو الشيخ المربي صاحب الهمة والذوق والآداب الرضية أبو الخير الحنفي مذهباً الشاذلي طريقة الهاشمي مشرباً دفين استانبول بجوار سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. ولد رحمه الله في حلب إحدى المدن السورية في حي باب النيرب وتربى في كنف أبوين صالحين على الخلق الحسن والسيرة الرضية وكانت ولادته عام 1338 هجرية 1920 ميلادية حبب إليه أهل العلم ورجاله وصحب عددا من العلماء تتلمذ على يد الشيخ حسن الحساني رحمه الله. ثم تابع طلب العلم لدى الشيخ محمد الهاشمي الذي التقى به في منزله بدمشق بسفح قاسيون في حي المهاجرين 1952 م كان الشيخ عبد القادر من المفكرين الذين اشتغلوا بالفكر والمعرفة عن المسائل العلمية فلم يكن يحمل شهذاات عالية في العلم ولم يُعرف عنه إلا دراسته في معهد التعليم الشرعي(الشعبانية) وكثيراً ما كان يحول الجواب عن الأسئلة الفقهية إلى أحد تلاميذه في المجلس العام وأمام الناس ولا يعيبه ذلك يستنير بآرائهم وأفكارهم. منهجه كان في دعوته أبعد الناس عن السياسة فما كان يدعو إلى حزب وما كان تبنى جماعة بل لا يعرف إلا الدعوة إلى الله وكان يكثر من القول (سين السياسة وسيف الشقاء متلازمتان السياسة نجاسة نعوذ بالله من الشيطان و السياسة). كان دائماً يقول :( للطريق خمسة أركان : ذكر ومذاكرة وعلم ومجاهدة ومحبة) نمسك بها فهي أساس طريقنا. يكره الانشغال بالناس ولو كانوا منحرفين عن جادة الصواب ولقد حفظ عنه مريدوه ( من علامة الإفلاس الاستئناس بالناس) ( ذكر الخلق داء وذكر الخالق شفاء). يميل في دعوته إلى ضرب الأمثلة وكثرة التشبيه لتقريب المعلومات وتسهيلها على الناس بنوع من المزاح الخفيف الذي تقبله النفوس وتنجذب له القلوب. - وبما أنه أتى في زمان كثر فيه أدعياء التصوف وظنه الناس ضرباً من الولوع بحديث الخوارق للعادات وكثرة الإتيان بالكرامات فقد كان أكثر الناس مجانبة لذلك مصححاً بنفس الوقت مفهوم التصوف مبرئاً إياه مما علق به من ماائب وما تسلل إليه من دسائس. يكره الشطح والجذب ويسعى نحو الكمال والاتزان ولقد دخل عليه يوماً أحد شيوخ الطرق المعروفة بأكل الزجاج كرامة فأجابه سيدي مازحاً أما أنا فآكل الموز فأيهما أطيب الموز أم الزجاج أشار بذلك إلى عدم الركون إلى خوارق العادات بل الاستقامة هي عين الكرامة). ترك كتاب (حقائق عن التصوف) الذي صدره بقوله (التصوف كله أخلاق فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف) بين فيها حقائق جهل معظم الناس وعلى رأسها أن التصوف هو لب الشريعة وكل حقيقة تخالف الشريعة فهي باطلة . فكشف بكتابه النقاب عن جوهر التصوف الحقيقي الذي يرفض البدع والضلالات والأمور الشركية التي طغت على نظرة الناس للتصوف مما ألحقه به المستشرقون من تقسيم التصوف إلى مدارس منها الحلول والاتحاد وما إلى ذلك من ضلالات ربطوا بها التصوف الإسلامي ببعض الطقوس والممارسات التي يقوم بها بعض أتباع الديانات الوثنية. كما بين أن التصوف هو اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم والتزام بشرع الله. وركز على أن الفكر الصوفي هو فكر متجرد يسعى بالنفس الإنسانية إلى التطهير والسمو من خلال منهج التزكية. واستشهد بأقوال أهل العلم في التصوف . فكان الكتاب درة من درر الفكر الإسلامي التزم فيه المنهجية والنزاهة ، فلم يكن الكتاب دفاعا عن التصوف ولا هجوما على غيره وإنما هو كشف الصدفة عن لؤلؤة متميزة في عقد الفكر الإسلامي غابت عن أنظار كثير من العلماء الذين لم يروا من التصوف إلا قمارا يتعلق بها جهلة المتصوفين يظنونها التصوف وما هي من التصوف. واختار لكتابه عنوانا يوضح محتوى الكتاب هو (حقائق عن التصوق) مما يجهله الكثيرون عن التصوف وطبيعة منهجه وحقيقة غايته. وفاته توفي في تركيا رحمه الله في 18 ربيع الآخر من سنة 1412 هجرية ودفن بجوار الصحابي الجليل سيدنا أبو أيوب النصاري رضي الله عنه.حمل الكتاب من هنا. | |
|