الشاعر
عدد الرسائل : 144 العمر : 58 الرسالة :
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
| موضوع: استدراك على تعليق د. أحمد زياد محبك الخميس يونيو 04, 2009 6:24 am | |
| قال أستاذي د. أحمد زياد محبك معلقا على قصيدة (وعد سيتحقق) للشاعرة طلعت الأنصاري: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
الصراع مع العدو الصهيوني صراع مستمر، إلى أن ينتصر حق العرب في العودة إلى فلسطين وترحريرها، وهذا لن يتحقق بين عشية أو ضحاها، إنما يحتاج إلى كفاح الأجيال، ولا بد من المقاومة والعمل والفعل، والكيان الصهيوني كيان مصنوع، زرع في فلسطين، وهو مبني على أباطيل وأساطير، وما بني على باطل لا بد أن يسقط، بالمقاومة والنضال، والكيان الصهيوني مجرد تجمع بشري لشذاذ الآفاق، ليسوا من بقايا بني إسرائيل، فقد انقرض بنو إسرائيل، وليسوا موسويين، إنما هم مزيفوا التوراة، وليسوا من المؤمنين بالله، فهم صنعوا إلههم على هواهم، الكيان الصهيوني استعمار استيطاني مؤقت، ولا بد من مقاومته،اليوم وغداً وبعد غد، وسيقومه العرب والمسلمون وكل شرفاء العالم ممن يؤمنون بالحق، وليس العرب وحدهم، بل سيقاومه كل شريف، بل ربما سيظهر من يقاوم الكيان الصهيوني ويرفضه من داخل الكيان الصهيوني نفسه، ولكن على العرب ألا ينتظروا، عليهم أن يعملوا، ولا بد من النصر. أحمد زياد محبك | |
|
الشاعر
عدد الرسائل : 144 العمر : 58 الرسالة :
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
| موضوع: رد: استدراك على تعليق د. أحمد زياد محبك الخميس يونيو 04, 2009 6:28 am | |
| الاســتـدراك
بسم الله الرحمن الرحيم
أقف بأدب واحترام أمام تعليق أستاذي د. أحمد زياد محبك كما كنت أقف أمام فضيلته أيام كنت طالبا عنده أتلقى العلم على يديه. أستاذي الفاضل .. لقد قرأت تعليقك الزاخر بالأمل والمحرض على استمرارية الكفاح لتحقيقه. وأعجبت بكل حرف نسجه البيان بأدواتك المبدعة. ولكن لفت انتباهي قول فضيلتك: (والكيان الصهيوني مجرد تجمع بشري لشذاذ الآفاق، ليسوا من بقايا بني إسرائيل، فقدانقرض بنو إسرائيل).
فاستغربت هذا الكلام حيث لادليل على انقراض بني إسرائيل (يعقوب) عليه السلام الموازي في السلسلة لنبي الله (إسماعيل) عليه السلام. وذرية إسماعيل عليه السلام مستمرة إلى يومنا هذا في قريش وفي غيرها من القبائل. والمنطق يقتضي أن يكون بنو إسرائيل في الخط الموازي إلا إذا شنت عليهم حرب استئصال لا تبقي على أحد منهم مستعينة بإحصاء دقيق لكل أفراد هذه الذرية.
كما أن الله سبحانه وتعالى خاطبهم في القرآن الكريم بهذا الاسم (يا بني إسرائيل) ومن أصدق من الله قيلا. وقد عيرت صفية زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها يهودية فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: قولي لهن: (من فيكن مثلي ؟ أبي نبي ، وعمي نبي ، وزوجي نبي). فأبوها هارون وعمها موسى وزوجها محمد عليهم الصلاة والسلام. وموسى وهارون إسرائيليان بدون نقاش. وهذا إقرار من الرسول صلى الله عليه وسلم ببقاء ذرية إسرائيل عليه السلام حتى ذلك العصر.
وفي سورة الإسراء (التي سميت سورة بني إسرائيل لأنها تروي تاريخهم ونهايتهم) نرى أن الله سبحانه وتعالى بعد ذكر إسرائه بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى قال: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا) كإشارة إلى علاقة المسجد الأقصى بوجودهم. ثم فصّل سبحانه الحديث (فإذا جاء وعد أوليهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً) ثم (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) ومن الواضح أن الآخرة هي الإفسادة الثانية باعتبار (لتفسدن في الأرض مرتين) و( فإذا جاء وعد أولاهما) و (فإذا جاء وعد الآخرة). وفي تضاعيف السورة يقول سبحانه: (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا). وهاهم يجتمعون لفيفا من كل بقاع العالم ليتمركزوا في فلسطين ليتحقق الوعد بإساءة وجوههم وتكون مذبحتهم كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول : الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلاّ الغرقد فإنه من شجر اليهود).
ربما لم يكن كل هؤلاء اليهود في فلسطين والعالم من بني إسرائيل لكن فيهم أناسا من بني إسرائيل بدليل النصوص.
ونحن إذ نريد أن ننفي حقيقة كونهم من بني إسرائيل لنقطع عليهم المطالبة بفلسطين كأرض لهم فيها تاريخ وأنها أرض ميعادهم نرتكب خطأ كبيرا ؛ فهم لم ينبتوا في فلسطين كالشجر وإنما وفدوا من مصر إليها ثم (قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين) وعلى ما أظن هم العموريون أو الآموريون، فحاربوهم بقيادة (طالوت) وقتل داوود عليه السلام ملكهم (جالوت) وآل له الملك فيما بعد ثم إلى سليمان حيث قامت دولة بني إسرائيل منذ ذلك العهد.
ومهما يكن فإن الأرض لله يورثها من يشاء. وقد أورث فلسطين للمسلمين كما أورثها لبني إسرائيل من قبل. ولا يحق لهم المطالبة بها كونهم يمتلكون فيها تاريخا، ولو كان ذلك لطالبنا الرومُ ببلاد الشام وطالبنا الفرسُ بالعراق وأرجعونا إلى جزيرة العرب حيث كنا قبل الفتوحات. وبناء على نظرية العكس فإننا يحق لنا أن نطالب بالأندلس التي لنا فيها تاريخ يمتد ثمانية قرون ومازالت بعض عوائل المغرب العربي يحفظون بمفاتيح بيوتهم فيها!
إننا يا سيدي - معاشر البشر- لا نعيش في مدينة فاضلة فإثبات الحقوق السياسية لا يحتاج إلى منطق وجدل وإنما يحتاج لسيف وبطل. فلسطين ستعود لنا كما وعدنا الله ورسوله وسندخلها ونقتلهم بغض النظر عن نظريات الفكر الإرهابي واتهامنا بتنشئة أبنائنا عليها.
إن كنا نحن الإرهابيين فما الذي جاء بالأمريكان إلى العراق وهم الذين يأمرهم دينهم أن يديروا الخد الأيسر لمن يضربهم على الخد الأيمن. ونحن لم نضرب حتى كلبهم إذا نبح علينا أو عضنا.
الحق لايثبت بغير قوة، والباطل يتمادى إذا لم يجد من الحق عينا حمراء. قال النابغة الجعدي رضي الله عنه: ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا فض الله فاك). أستاذي الفاضل لقد أطلت الكلام لأنني لا أمتلك ناصية البيان التي تمتلكها فضيلتك فتختزل الألفاظ وتحيط بالمعاني، فامنحني العذر على تطاولي حيث ما أردت إلا الخير، وما فاض نهيري إلا بما استرفد من بحركم الثجاج. | |
|